الكوليسترول: كل ما تحتاج إلى معرفته ومتى يعتبر الكوليسترول مرتفعا

كل ما تحتاج معرفته عن الكولسترول والدهون الثلاثية

الكوليسترول هو مادة دهنية ينتجها الكبد بشكل أساسي فهو ينتج منها الجزء الكبير أو ما يوازى 80 % من الإستهلاك الكامل للجسم، ويتألف الكوليسترول من مزيج من الدهون والستيرويد ويرتبط الكوليسترول بالعديد من الوظائف الحيوية في الجسم، ولكن عندما يتحول الكوليسترول الى الوجه الشرير فإن الكثير منه يمكن أن يسد الأوعية الدموية والشرايين مما يؤدي إلى مشاكل صحية، وفي عام 1769 حدده فرانسوا بوليتييه دي لا سال لأول مرة في حصوات المرارة ومع ذلك لم يطلق الكيميائي ميشيل يوجين شيفرويل على هذا المركب اسم “الكوليسترول” حتى عام 1815.

الكوليسترول: كل ما تحتاج إلى معرفته ومتى يعتبر الكوليسترول مرتفعا

اهمية الكوليسترول ولماذا نحتاج الكولسترول؟

يحتوي جسم الإنسان على حوالي 250 جرامًا من الكوليسترول وهو الستيرول الرئيسي الذي يتم تصنيعه في جميع الحيوانات، تقريبا كل خلية في أجسامنا قادرة على إنتاج جزيئات الكوليسترول باستخدام مكونات عضوية(1) بسيطة، ومع ذلك فإن محتواها في الخلايا مختلف، إن أغشية كريات الدم الحمراء وأغلفة المايلين للعمليات العصبية غنية بشكل خاص بالكوليسترول (22-23٪ تتكون من الكوليسترول)، ومحتواها في أغشية خلايا الكبد حوالي 17٪ وتحتوي تركيبة المادة البيضاء والرمادية في الدماغ على 14 و 6٪ كوليسترول على التوالي.

وظائف الكوليسترول الرئيسية فى الجسم:

للكوليسترول فى جسم الإنسان ثلاث وظائف مهمة وهى:

  • إنه جزء من الأغشية والطبقة الخارجية للخلايا، هذا يمنحهم الاستقرار على نطاق واسع من درجات الحرارة وكذلك يحدد شكلهم ويعزلهم عن المكونات المحيطة.
  • وهو مقدمة للتخليق الحيوي لفيتامين د وهرمونات الستيرويد، وتدعم هذه المواد صحة الجهاز التناسلي والعظام والأسنان والعضلات، كما تشارك في التمثيل الغذائي والعديد من العمليات الأخرى.
  • يستخدم للتخليق الحيوي للمادة الصفراوية مما يساعد في هضم الدهون.

اين يوجد الكولسترول ومن أين يحصل الجسم على الكوليسترول؟

يتم تصنيع حوالي 70-80٪ من الكوليسترول في أجسامنا (بشكل رئيسي عن طريق الكبد)، أما النسبة المتبقية 20-30٪ نحصل عليها من الطعام، ومع ذلك هناك نوع آخر من الدهون في الدم يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالكوليسترول وهو الدهون الثلاثية ويتم امتصاص الدهون الثلاثية من الأمعاء إلى مجرى الدم أثناء هضم الطعام ولكن لا يُسمح لها والكوليسترول بالانتقال بحرية في الدم لذلك يقوم الكبد بتجميعها مع البروتينات في “أكياس” تسمى البروتينات الدهنية، وفي هذه “الحزم” يتم إطلاق الكوليسترول والدهون الثلاثية في مجرى الدم ويتم نقلها في جميع أنحاء الجسم وعندما تصل إلى الخلايا يتم استخدامها “هنا والآن” في شكل طاقة / مواد بناء أو يتم تخزينها في وقت لاحق، ويمكن أن تزيد مستويات الدهون الثلاثية المرتفعة أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل عام، ولكن إذا كانت مرتفعة جدًا، فقد تسبب مشاكل خطيرة أخرى مثل التهاب البنكرياس.

كيفية التخلص من الكولسترول وكيف يتم تكسيره؟

يعود بعض الكوليسترول إلى الكبد ويتحلل ثم يتم استخدامها في التخليق الحيوي للأحماض الصفراوية التي تساهم في هضم الطعام في الأمعاء (تكسر الدهون)، ويتم التخلص من كميات صغيرة من الأحماض الصفراوية بشكل طبيعي من الجسم، ومع ذلك يتم امتصاص معظمها مرة أخرى في مجرى الدم وإعادتها إلى الكبد لاستخدامها مرة أخرى في عملية الهضم، وهناك علاجات لارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم تستند إلى منع الصفراء من التدفق مرة أخرى إلى مجرى الدم. لذلك يجب على الكبد أن يأخذ المزيد من الكوليسترول من الدم لإنتاج ما يكفي من الصفراء، وهذا يسمح لك بتقليل مستوياته.(2)

ارتفاع الكوليسترول ما الذي يرفع مستويات الكوليسترول في الدم؟

يمكن أن يرتفع الكوليسترول والدهون الثلاثية لعدد من الأسباب، وعلى سبيل المثال:

  • نظام غذائي غني بالدهون المشبعة.
  • نمط حياة غير نشط بشكل كافٍ عندما لا يتم استهلاك الدهون كطاقة.
  • العوامل الوراثية التي لا تتم فيها معالجة الدهون بالطريقة المعتادة.
  • نقص الهرمونات الجنسية وهرمونات الغدة الدرقية.
  • نقص فيتامين د.
  • يتأثر ارتفاع الكوليسترول أيضًا بنقص اليود والحديد وفيتامين ب 12.
  • كثرة السكر في النظام الغذائي.

وفيما يتعلق بالسكر تجدر الإشارة إلى أنه هو المذنب المتكرر للويحات المتصلبة في الأوعية الدموية والشرايين، عندما يرتبط السكر بالهيموجلوبين فإنه يحوله إلى نوع مثل “القنفذ” الذي يخدش جدران الأوعية الدموية، ويستخدم الكوليسترول لإصلاح هذه الإصابات ولكن بمرور الوقت يمكن أن تتكون لويحات تصلب الشرايين في الأماكن هذه مثل “المسامير”.

ما هو كوليسترول HDL و LDL ؟

لقد اكتشفنا بالفعل أن الكوليسترول يرتبط بالبروتينات والدهون الأخرى ومكونًا كريات صغيرة أو كريات تعرف بالبروتينات الدهنية (الدهون بالإضافة إلى البروتينات)، في الأساس هناك فئتان رئيسيتان من البروتينات الدهنية LDL و HDL، فعندما يتحدث الناس عن الكوليسترول “الجيد” و “الضار” ، فإنهم يقصدون هذه البروتينات الدهنية.

الكوليسترول: كل ما تحتاج إلى معرفته ومتى يعتبر الكوليسترول مرتفعا

دعونا نرى كيف تختلف:

ldl كوليسترول (بروتين دهني منخفض الكثافة):

يشار إليه عادة باسم “الكوليسترول الضار” لأن الإفراط فيه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية، وتحتوي هذه البروتينات الدهنية على نسبة عالية جدًا من الكوليسترول، والغرض الرئيسي من البروتين الدهني منخفض الكثافة هو توصيل الكوليسترول إلى الخلايا عند الحاجة إليه، إن جسيم LDL عبارة عن يجند لمستقبل LDL ويحتوي على جزيء واحد من البروتين B-100، الذي يعمل على استقرار الهيكل، وتتراوح أحجام جزيئات LDL من 18 إلى 26 نانومتر في القطر.

كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (البروتين الدهني عالي الكثافة):

تتمثل وظيفة HDL في نقل الكوليسترول من الخلايا إلى الكبد حيث يمكن تكسيره وإزالته من الجسم، وقد اعتدنا أن نطلق عليه “الكولسترول الجيد” لأنه يساعد جسمك على البقاء بصحة جيدة ويمنع الأمراض، HDL غني بالبروتين، ويسمح محتوى البروتين العالي بالنسبة للدهون بالحصول على أعلى كثافة للبروتينات الدهنية HDL، جزيئات HDL أصغر بكثير من LDL – قطرها 8-11 نانومتر.

مستويات الكوليسترول في الدم:

النساء لديهن مستويات أعلى من الكوليسترول HDL (الجيد) من الرجال، وهذا بسبب الاختلافات في الجينات، يجب أن تستهدف النساء مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة أعلى من 1.2 مليمول / لتر، بينما يجب أن يستهدف الرجال مستويات أعلى من 1 مليمول / لتر.

الكوليسترول الكلي في الدم وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية:

  • 5.2 أو أقل مخاطر منخفضة
  • 5.2 – 6.2 حدود عالية المخاطر
  • 6.2 وأكثر مخاطرة عالية

يمكن أن ترتفع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية بشكل ملحوظ أثناء الحمل، لذلك لن يكون اختبار الكوليسترول دقيقًا خلال هذه الفترة ويوصى بالانتظار لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بعد الولادة لإجراء اختبار الكوليسترول، وقد تجد النساء أيضًا أن مستويات الكوليسترول لديهن ترتفع أثناء انقطاع الطمث.

كيف تخفض الكولسترول المرتفع؟

تُستخدم مجموعة من الأدوية تسمى الستاتين لخفض الكوليسترول، وهي تعمل عن طريق تثبيط إنزيم يسمى اختزال HMG-CoA، يمكن بيعها بأسماء مختلفة، لكنها تحتوي على الأرجح على أحد هذه المكونات النشطة: بيتافاستاتين ، أتورفاستاتين ، لوفاستاتين ، روسوفاستاتين ، سيريفاستاتين ، فلوفاستاتين ، ميفاستاتين ، برافاستاتين وسيمفاستاتين.

الكوليسترول: كل ما تحتاج إلى معرفته ومتى يعتبر الكوليسترول مرتفعا

من المستحيل بشكل قاطع وصف العقاقير المخفضة للكوليسترول لنفسك، فيجب استشارة الطبيب في أي حال لأن العقاقير المخفضة للكوليسترول تؤثر بشكل خطير على النزيف الدموي وتنطوي على استخدامها مدى الحياة من قبل المرضى، وفكر في طرق أكثر لطفًا لخفض مستويات الكوليسترول في الدم، من هذه الطرق:

قلل من تناول الدهون المتحولة:

ترفع الدهون المتحولة الكوليسترول الضار (LDL) وتخفض الكوليسترول الجيد (HDL)، ويصعب تجنب الدهون المتحولة لأنها توجد في الأطعمة المقلية والسلع المخبوزة (الكعك والفطائر والبيتزا المجمدة والبسكويت) والمارجرين ومع ذلك ، إذا كنت ترغب في تحسين البروتين الدهني لديك فأنت بحاجة إلى تجنب استهلاكها.

أضف الألياف إلى نظامك الغذائي:

الأطعمة مثل دقيق الشوفان والتفاح والخوخ والفاصوليا غنية بالألياف، مما يمنع الجسم من امتصاص الكوليسترول، وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يستهلكون من 5 إلى 10 جرامات من الألياف يوميًا يلاحظون انخفاضًا في مستويات LDL، إن الألياف تجعلك تشعر بالشبع ومع ذلك  كن حذرا يمكن أن يسبب تناول الكثير من الألياف تقلصات وانتفاخًا زيادة استهلاكك ببطء.

أكل المكسرات.

العديد من أنواع المكسرات تقلل من نسبة الكوليسترول الضار هذا لأنها تحتوي على الستيرولات التي تمنع الجسم مثل الألياف من امتصاص الكوليسترول، فقط لا تفرط في تناولها فالمكسرات غنية بالسعرات الحرارية.

فيتامينات.

الفيتامينات ضرورية لعمل الجسم بشكل طبيعي لذلك ليس من المستغرب أن يخفض بعضها نسبة الكوليسترول وخصائصه السلبية، وعلى سبيل المثال يعد حمض النيكوتينيك (فيتامين بي بي) أحد هذه الفيتامينات، أثبت حمض الفوليك (فيتامين ب 9) أيضًا أنه حامي جيد للقلب، ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أنه يجب اتباع الجرعة الموصى بها لأنها يمكن أن تكون سامة إذا استهلكت أكثر مما هو مطلوب.

ابتعد عن السجائر.

يمكن للتدخين أن يرفع نسبة الكوليسترول الضار LDL ويخفض الكوليسترول الحميد، في إحدى الدراسات، لاحظ الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين ارتفاع الكوليسترول “الجيد” بنسبة 5٪ في عام واحد.

تقليل الوزن الزائد.

ليس عليك الحصول على الشكل المثالي لتحسين ملف البروتين الدهني لديك فإذا كنت تعاني من زيادة الوزن فعليك تخفيض الوزن، وسوف تخفض LDL بنسبة 8٪.

التوابل ليست فقط لذيذة ولكنها صحية أيضًا.

التوابل مثل الثوم والكركمين والزنجبيل والكزبرة والقرفة لا تجعل الطعام أكثر مذاقًا فحسب بل تعمل أيضًا على تحسين مستوى الكوليسترول لديك. تظهر الأبحاث أن تناول من نصف إلى فص واحد من الثوم كل يوم يمكن أن يخفض مستويات الكوليسترول بنسبة تصل إلى 9٪. ضع في اعتبارك مع ذلك أنه ليست كل التوابل مفيدة لصحتك.

تناول الكفير والزبادي.

يعتبر استهلاك منتجات الألبان ضارًا بصحة القلب والأوعية الدموية لدينا ومع ذلك تظهر الأبحاث الحديثة أن استهلاك منتجات الحليب المخمر (مثل الكفير والزبادي) يمكن أن يساعد في تقليل الكوليسترول الضار LDL وضغط الدم وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب والسكري.

وهذا ليس كل شيء ولكن نأمل أن تكون مقالتنا مفيدة لك، ومع ذلك ، أيها القراء الأعزاء إذا وجدت معلومات غير صحيحة أو أخطاء أخرى، فيرجى الكتابة عنها في التعليقات.

About Author